بعد الفراق

بعد الفراق
كل ابن آدم مبـتلى ببــلاء وأنا ابتليت يعنيك السوداء
لو أنّ ما بي بالأنام رأيـــتهم ذابوا كقطعة سكر في مـاء
سمراء قد سبت الأنام بطرفـها
سمراء رفقا في هوى الضعفاء
سمراء قد ذاب الفؤاد بحـــبها
لمّا تزل أنشودة الشــعراء
فالشمس تشرق من نضارة خدّها
لولاه ما طلعت على الأحياء
وإذا اختفت شمس النهار فخدها
يهدي إليك البدر في الظلماء
والليل يبهى من ضفائر شعرهـا
ومن الضفائر مطلع الجوزاء
والخز يصنع من نعومة جلدها والشهد خالط ريقها بصفاء
كم قد كتمنا في حديقة عرسنـا ونشم وردة حبنا بنقـــاء
نبني كأحلام الصغار حياتـــنا مولاتي أنت والنساء أمائي
بالأمس كنت منعّما في حبهــا واليوم اشهد ميتتي وعزائي
فارقتها وغدوت إثر فراقـــها جسدا بلا روح ولا أعضاء
من لي سواك حبيبتي فهجرتني
فالموت أرحم إن ذاك شفائي
من لي سواك حبيبتي فهجرتني
فلقد ألفت عذابك وشقائــــي
وتركتني يا ( يامي ) بعد فراقنا ميتاً يعيش بعالم الأحـياء
وضممتها وسط الفؤاد لترتوي
منه الحنان فمزقت أحشائي
كم قد سهرت ليالياً في حبـــها أبكي دماءً إلا ملّ بكائـــي
وفديتك بالروح أبغي وصــلك وجزيتني بقطيعة وجفـــاء
كم كنت أخشى أن تصيبك نسمة
أو أن تصيبك قطرة من ماء
آمالنا ضحكاتنا همساتـنا لم تبق يامي سوى الأسماء
قولي بربك هل جنيت على الهوى
أم أن ذنبي في هواك وفائي
قولي بربك هل نسيتك لحظة
أم هل ذكرتني لحظة برخاء
وقت الشدائد تعرفين محبتي وإذا انجلت فأنا من الأعداء
قولي بربك هل جنيت محرما
أم كان غدرك شيمة اللؤماء
لا تعجبوا من غدر مي واعلموا
إنّ الأحبة في الهوى نظرائي
لا تفرحين بغدرك ومرارتي فستبتلين بحسرتي و بلائي
أفنيت عمري في هواك ممزقاً
فغرست سهم الغدر في أشلائي
لهفي على عمر تقضى في الهوى
وعلى دموع العين في الظلماء
عقدان مرّا ما استفاق من الهوى
قد آن أن تحي من العتقاء
ياقلب دع عشق الغواني وارعوي
تعشالحياة بعزة وإباء
فسفاهة أن تفني عمرك كله
في عشق مي أو صدود رواء
أوأليس ثياب العز في الملتقى إن كنت تبغي عيشة السعداء
وارفع لواء الدين وامض مجاهداً
إن كنت تبغي ميتة الشهداء
وأقرأ الصلاة على الرسول محمد
إن تبغي رحمة الشفعاء
واترك قصائدك الحزينة في الهوى
واجعل شعارك سورة الشعراء