كلما نقَّــل الإنسان بصره أنى شاء , يجد الكون كله "نضاحاً بنعم الله التي ما إن حاولت الأبصار إحصائها ارتدت لأصحابها تنؤ بخسرانها..!!
فـمنذ أن خلقنا الله ونحن نرفل في النعم ..
خلقنا ورزقنا وآوانا جعل لنا النهار معاشاً والليل سكناً وساق لنا آياتٍ عظيماتٍ لتدلنا عليه ..
وأرسل لنا محمداً صلوات ربي وسلامه عليه رحمة من لدنه نبراس الحق والهدى ليضيء عتمة دروب العالمين ...
كم من دعاء قد أصعدته طيباً مباركاً إلى السماء فآجاك البشير أن تم ماقد رجوته من ربك قد علمه قبل أن ينطق به لسانك ..!!
كم من نازلة قد حلت بك تربصت بك الظنون وجاورت حواف المنون وبلغت القلوب الحناجر وشققت صدر السماء صراخا
ما من مناص ,,,, ما من مناص ,,,,
وغيرها من النعم التي لأن تحصي عدد قطرات المطر وعدد حبات الرمل أيسر من أن تعدها أو أن تحصيها,,,
فمالنا لا نجتهد في عبادته شكراً له على نعمائه التي لا تحصى ولا تعد ؟
أما على القلوب أقفالها فلم تعي حقيقة النعم لتؤدي شكرها ...ميممة الخطو تلقاء هواها
أفعيينا من شكره على زلال ماءٍ و أكُل ٍ وكساءٍ ,,,,
أفعيينا من شكر من شق لنا السمع والأبصار والأفئدة ,,,
أفعيينا من شكر من وهب لنا أخا النور مشكاة للضآليـــن ورَوْح ُ قلوب العالمين ,,,
الذي ثبت عنه في الصحيحين أنه قام حتى تفطرت قدماه فقيل له : أتفعل هذا وقد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر
قال : " أفلا أكون عبداً شكوراً ", دأبه في ذلك كدأب داوود عليه السلام فقد كان عبداً أواباً شكوراً ,كان يُجزأ ساعات الليل والنهار على أهله فلم يكن ساعة من ليل أو نهار إلا وإنسان من آل داوود قائم يصلي فيها
فعمهم تبار ك وتعالى في هذه الآية
"" اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُِ""
لما قيل لآل داوود " اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا"
لم يأت على القوم ساعة إلا وفيها مصلي .
هذا كان دأب الأنبياء عليهم السلام ومن اتبعهم بإحسان إلى يوم الدين ,,,
أما الشخص الذي أغدق الله عليه من النعم فيشتري بها رضا مخلوقٍ بسخط الله وغضبه ,,,
ويشد بها الرحال إلى دنيا الهوى ,,,
ويؤوي إلى ركن الأمل وطول الأمد ,,,
ويتودد لغيره بالطاعات إثر الطاعات ,,,,
ويستأنس بذكر غيره ..وإن ذكر بعض من آياته ولى مدبراً على عقبيه استوقر أذنيه كأن لم يسمع ,,,,
فما أتعسه وما أجحده,,,
وإذا أنعم الله على قوم سألهم الشكر فإذا شكروه كان قادرا على أن يزيدهم
وإذا كفروه كان قادراً على أن يبعث نعمته عليهم عذاباً """ , قال الله عز و جل ذي الطول والمن :
"" وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْلَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ""فالحذر الحذر إن رأيت َ الله ينعم عليك وأنت عاصي له ..!
وما جزاء عبد أحسن رعاية نعمة أسبغها الله عليه وقام بشكرها
إلا زيادة له فيها ورضا منه سبحانه وتعالى ...
لذلك جرى مجرى الحكم " شكر النعم قيد لها " فالحافظ " وهو ثوب قشيب آخر لعبادة
" شكر الله "
تحفظ النعم على القائم بشكرها