الحياة كلمة من الماس
.. تبقى الألماسةُ ألماسَةً، أكانت بصندوق "الماهوجني" الفاره في خزانة الجوهري، أم معروضة في كدَر الطريق. المكانُ لا يعني شيئاً، لا لندرتها، ولا لقيمتها، ولا لألقها.
الألماساتُ التي تعيش بعرصات الطريق العريض لن يتغير عنصرُها، وقد يعم ألقـُها وشعاعُها وروعة حضورها البهي كل المكان، ليكون بازغ الروعة، باهر الحسن والجمال.
هل الدينُ الإسلامي بالذات حكرٌ على ناس معينين، في حيّزٍ معين، بأشكال معينة، وبأخلاق موسومة؟ لو كان الإسلامُ والدعوة له كذلك لما انتشر الإسلام، وبقي دينُ عباداتٍ محصوراً في بيوت عبادة، أو لشعبٍ مختار لا يتعداه. أقوى ما في الإسلام سهولة انتشاره، لذا كان دين الناس أجمعين. الخروج للدعوة في الأقطار البعيدة كما فعل الفاتحون الأوائل هو الذي جعل الإسلامَ ديناً عالمياً تاريخياً يتصاعد بالأعداد والمساحة أكثر من أي دين سماوي آخر. ولو كانت دعوة الإسلام مقصورة على أماكن بعينها كالمساجد، أو محصورة بين مَن نصفهم بأقوام متطهرين متشابهين، لما تعدّى الإسلامُ تلك الحدود، ولا تعدّى تلك الفئات. إن الدعوةَ في المساجد كمن يعطي الطعام لناس يحتاجون إلى الغذاء ويتناولون وجبات الطعام، مَن يحتاج إلى الإسلام وتعاليمه أكثر هم الجوعى له، أولئك البعيدون عنه، الضالون عن الاهتداء لطريقه الساطع، وميادينه الرحبة.. هم أحوج ممن بدور العبادة، ومدارس الشريعة.. مع احتياج الجميع بلا استثناء إلى مزيد من أطيب زاد: تعاليم الإسلام.
جسور الشيخ سلمان العودة
لا أتذكر بالدقة تاريخ أول مرة استمعت فيها للشيخ سلمان العودة مباشرة, فقبل أكثر من 20 عاما، وفي مسجد صغير وفي مدينة أمريكية صغيرة تحتضن جامعة كبيرة وعريقة وعلى مقربة من كلية الأديان في الجامعة والتي كان ينتصب في مدخلها تمثال ضخم للنبي موسى, كنا على موعد مع حديث للشيخ سلمان بعد صلاة العشاء. كان معظم الحضور من الطلاب ومن جنسيات مختلفة، وكان هناك إعجاب واضح بلغة وأسلوب خطاب الشيخ سلمان, فأحد الحضور وهو كان ممن يحضرون الدكتوراه في التربية وكان يجلس بجانبي همس في ذهني بعد المحاضرة وأثناء فترة الأسئلة قائلا,