مقتطفات من حياة عمر بن الخطاب

بسم الله نبدأ...

إحدى الشخصيات الإسلامية.. التي دائماً تبهرني بمواقفها.. هي شخصية عمر بن الخطاب رضي الله عنه....

أكثر ما يشدني إليه .. هو صلابته ورباطة جأشه والتي أحياناً تتضارب مع لينه وعطفه... يأسرني هذا الرجل بمدى محبته لله ورسوله.. ومدى غيرته على الإسلام... ويتملكني ذاك الشعور بالحماس عند قراءة أحد مواقفه ذات العظمة الجبارة....


من أحد المواقف التي تأسرني وتجعلني أشعر بجرأته وعزته بالإسلام هي تلك عندما أعلن إسلامه...

فقد كان حريصًا على أن يذيع نبأ إسلامه في قريش كلها، وزادت قريش في حربها وعدائها للنبي وأصحابه؛ حتى بدأ المسلمون يهاجرون إلى "المدينة" فرارًا بدينهم من أذى المشركين، وكانوا يهاجرون إليها خفية، فلما أراد عمر الهجرة تقلد سيفه، ومضى إلى الكعبة فطاف بالبيت سبعًا، ثم أتى المقام فصلى، ثم نادى في جموع المشركين:
"من أراد أن يثكل أمه أو ييتم ولده أو يرمل زوجته فليلقني وراء هذا الوادي".

فلم يجرؤ أحد على الاقتراب منه... ومضى في سبيله إلى المدينة...
موقف يستحق التكبير والتهليل... ولا زالت مواقفه الخالدة تبعث في نفسي الراحة والحماس .. وتدب الحياة في أرجاء عروقي.. وتجعلني أفكر..... هل بإمكاننا أن نعز الإسلام كما أعزه عمر..؟!!!
لعمر بن الخطاب من المواقف الخالدة ما لا يعد ولا يحصى.. لا بالأصابع ولا بالآلة الحاسبة... : وكما قال عنه عثمان بن العفان.. "أن سريرته أفضل من علانيته" ...

و لأمير المؤمنين عمر أيضاً قصص عجيبة وأخبار طريفة.. من أحدها..

أنه -رضي الله عنه- ‏استأذن ‏‏على رسول الله ‏-‏صلى الله عليه وسلم- ‏‏وعنده ‏‏نسوة ‏من ‏قريش،‏ ‏يكلمنه ويستكثرنه، عالية أصواتهن على صوته، فلما استأذن ‏‏عمر بن الخطاب ‏قمن فبادرن الحجاب (أي اختفين وراء حجاب) فأذن له رسول الله -‏صلى الله عليه وسلم-،‏ ‏

فدخل ‏‏عمر ‏‏ورسول الله ‏-‏صلى الله عليه وسلم- ‏‏يضحك ، فقال ‏‏عمر : " ‏أضحك الله سنك يا رسول الله "... فقال النبي ‏-صلى الله عليه وسلم-‏ ‏:" عجبت من هؤلاء اللاتي كن عندي ، فلما سمعن صوتك ابتدرن الحجاب "

فقال ‏‏عمر : "‏فأنت أحق أن يهبن يا رسول الله" ثم قال ‏:"‏يا عدوات أنفسهن أتهبنني ولا تهبن رسول الله ‏-‏صلى الله عليه وسلم-"

‏فقلن :" نعم ، أنت أفظ وأغلظ من رسول الله -‏صلى الله عليه وسلم-" فقال رسول الله ‏-‏صلى الله عليه وسلم- ‏:" إيها يا ‏ابن الخطاب ‏، ‏والذي نفسي بيده ما لقيك الشيطان سالكا ‏فجا ‏قط إلا سلك ‏‏فجا ‏غير‏فجك "
عمر بن الخطاب رضي الله عنه من الشخصيات التي ساهمت في تغيير مجرى التاريخ
جزاه الله عن الأمة خير الجزاء