مــــريــــم و الفيـــلسوف

هنا في زاويتي المتواضعة ...
أتشرف بحضور الفيلسوف ....
وسيكون لي معه حوار متجدد عن أشياء مختلفة في حياتنا ...
(معاني ، أشخاص ، أشياء ، أماكن)
سيكون حوارنا كل يوم ..كل ساعة .. أو كل دقيقة .. فلن نحدد ميعاد ..
فكم من مواعيد تحددت ولم يأتي المواعدون .... وكم من قصور شيدت وسكن التراب المالكون
دعونا لا نضيغ الوقت ونبدأ معه أول حوار
........
سنفتتح اليوم الحوار مع الفيلسوف ونساله؟؟

لماذا احيانا نقابل اشياء في حياتنا ونشعر ان توقيتها غير مناسب
وأن هذه الأشياء لو أتت لنا في وقت مبكر عن وقتها لكنا أصبحنا أسعد؟؟؟

حسناً يامريم كل شئ حدده الله سبحانه وتعالى وجعله بقدر معلوم وكل شئ يحدث في حياتك هو بأمره وعلمهفما أصابك لم يكن ليخطئك
وما أخطئك لم يكن ليصيبك وكل شئ جميل لأن الله هو الذي حدد توقيته وميعاده........لأنه سبحانه يعلم ان هذا هو الوقت المناسب لأنه جعل كل شئ بقدر معلوم ولا يخرج عن علمه شئ

انت ترى بعين البشرية وهو يرى بعين الألوهية
فاعلمي أن ما يحدث لك في كل لحظة بقدر و له حكمه عند الله سبحانه و تعالي لا يدركها العقل البشري و من تقابله تأخراً فبكل تأكيد هو وصل في ميعاده

"عسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وانتم لا تعلمون"

قال رسول الله صلي الله عليه وسلم :

" لو اطلعتم علي الغيب لإختارتم الواقع"

..صدق رسول الله صلي الله عليه وسلم

فلا تشغلي بالك بميقات الأحداث وترتيبها ولكن اشغلي بالك بكيف ستحيي وتستمتعي بها في حدود ما أمر الله
هل لي بسؤال اخر؟؟؟؟؟؟
تفضلي يامريم
لماذا الأشياء الجميلة في حياتنا عمرها قصير؟
أصبت يا مريم القول .. حقاً هذا ما يحدث بالفعل
فليس هناك أقصر من عمر الزهور
وليس هناك أقصر من الأوقات الجميلة بين المتحابين
والمتوفر بكثرة ومجاناً بجميع الأسواق على مدار الساعة هو الحزن والهموم والأرق

لأن الحياة ليست دار السعادة والتنعم والإستقرار وإنما هي دار شقاء وابتلاء...........

فيلسوف اعتذر عن عدم إكمال حديثي معك وكنت أود أن أبقى معك ولكن عليَ الرحيل الآن
في أمان الله
نلتقي لاحقا
............
انتظرونى فى الحلقات القادمة

وانا والفيلسوف

مريوم

عفوا أيها الفيلسوف اود ان اعلق على كلامك معي بالامس
هل تسمح لي بذلك

لا عليك مريوم فاضافتك شرف لي

لا بل شرف لي انا ايها الفيلسوف

حسنا يا بنيتي
تفضلي

اود ان اقول انه إن كانت الزهور عمرها قصير فقبل موتها تذكر أنها أمتعت ناظريك بشكلها و أراحت صدرك بأريجها فحينها هي ليست ميته لأنها تحيا داخلك.

و إن كانت أوقات المحبين قصيرة فذكراها في قلوبهم خالدة فلا موت لها ..فالشمس تظهر في السماء نصف يوم و ترحل اي تموت...و لكنها قبل رحيلها ملأت الدنيا بالدفء و النور فيأتي الليل فنتذكر ضوء النهار فهي لم تمت بشعورنا بها..

نعم يابنيتي فيجب ان يكون لدى الانسان زكرياته

سلمتي على هذه الاضافه الصائبة يابنيتي

حسنا يافليسوف ولكن اليوم كنت اشاهد فيلم واثارني بشده فماذا عن الممثلين اريد أن اسمع منك عنهم ؟؟

حسناً .............. الممثلين .............
إنهم يا مريوم مساكين

كيف يا فيلسوف ؟!!

لا تقاطعيني يا بنيتي اشرح لك ..... إنهم خلق من خلق الله ... عن غيرهم يختلفون ... ماهرون .. موهوبون ... حساسون ...
لهم القدرة على تمثيل كل الأدوار .... فنجدهم يتقنون تمثيل دور اللص ودور الضابط ..... دور الطالب المجد ودور الفاشل ... دور الأب الصالح ودور الرجل الفاسق .... دور القس والراهب والشيخ بنفس مهارة دور السارق أو الواشي أو الكاذب

إذن كيف هم مساكين؟

أنتي كثيرة المقاطعة سأجيبك وأنصرف فلدي أشغال كثيرة
يا بنيتي إن الممثل مسكين لأنه ماهر في تمثيل الدور ونقيضه بنفس البراعة والإتقان ويجعلك تصدقه وتتعاطف معه ..
لكن حينما يخلو هو بنفسه لا يعرف حقيقة ذاته ونفسه ومن يكون

يا فيلسوف أهو المسكين أم نحن المساكين ونحن نتعامل معه ولا نعرف حقيقته
إذن قل لي يا فيلسوف في هذه الحالة نعاملهم على أنهم الأعلون أم الأسفلون؟؟

فيلسوف ؟؟؟!!!
فيلسوف ؟؟!!!!
يبدو أنه مل مني ومن مقاطعتي....
فذهب
سيكون لنا معه لقاء آخر وسأحاول ألا أقاطعه

تسلمي الاميرة وانا با انتظار الحلقة القادمة من هذة الحكاية لمريم والفيلسوف تقبلي مروري اختي

وانا ايضا في الانتظار
لاتتاخري